شروحات

من الأفضل كوالكوم ام ميدياتك؟ كل ما يجب أن تعرفه عن الشركتين

تعد كل من هواوي, سامسونج و آبل من مصنعي الهواتف الوحيدين اللذين ينتجون معالجاتهم الخاصة بشكل منتظم. في حبن يعتمد الجميع على احدى العملاقين كوالكوم أو ميدياتك والتي تهيمن كلتاهما على السوق، خاصة بعد انسحاب الكثير من القدماء مثل Texas Instruments و Intel و STA Ericsson من NovaThor . لكن السؤال المهم أيهما الأفضل ؟ و ما لفرق بينهما ؟. سنحاول أن نجيبك عزيز القارئ حول هذا واكثر فيما يخص معالجات الهواتف الذكية.

قبل المضي في شرح الفرق بين شركة كوالكوم و ميدياتك, دعونا نحدد اولا سياق عمل هذه الشركات ؟ ماذا تنتج بالتحديد ؟

كلنا نعرف ما تقدمه اجهزتنا من خدمات تقنية مثل نظام تحديد الخرائط, الاتصلات الجيل الرابع او الخامس, الصوتيات, معالجة الصور و الرسوميات و ما إلى ذلك من الميزات التكنولوجية التي تسعى الشركات لتقديمها لنا. لكن القليل من يعرف بالمكون الأساسي الذي يجمع كل هذه الخدمات معا ويلعب الدور الرئيسي في تشغيلها, انه بالتحديد ما تقوم بصناعته مثل هاتين الشركتين. انه ما نعرفه باسم المعالج او (SoC) وهي اختصار لكلمة System on Chip او النظام في شريحة, وهي وكما يلوح بذلك اسمها, عبارة عن شريحة تضم النظام الأساسي او دعنا نقول بلغة اوضح كل ماهو مهم لعمل جهازك: وحدة معالجة مركزية (CPU) , وحدة معالجة الرسوميات (GPU) و الذاكرة و منافذ الدخول والخروج للتخزين الثانوي وغيره الكثير. وتتكون هذه الوحدات بالأساس من الترانزستورات.

معالج أبل A12 Bionic مبني على تقنية تصنيع 7nm ويحتوي على 6.9 مليار ترانزستور

على قدر اهمية الوحدات المكونة للمعالج تكمن ايضا قيمة حجم هذه المعالجات أو ما يعرف علميا بدقة التصنيع وهي تقاس بوحدة النانومتر ” nm” لقيس المسافة. دقة التصنيع التي نجدها مرافقة دائما لأي اسم معالج, هيا عبارة عن المسافة الفاصلة بين الترانزيستورات الموجودة على المعالج. طبعا كل ما كانت هذه المسافة اصغر كل ما كان ذلك افضل حيث اننا سنكسب طاقة اكثر وحرارة أقل وبالتالي أداء أفضل.

والآن وقد عرفنا ماذا تقدم كلتى الشركتين دعنا نتعرف اكثر على كل منهما على حدى حتى يتسنى لنا القيام بالمقارنة بالطريقة الصحيحة:

شركة كوالكوم :

هي شركة أمريكية تأسست سنة 1985, تختص في صناعة معالجات الهواتف الذكية بالخصوص لتعمل في أنطمة مختلفة على غرار أندرويد او ويندوز فون سابقا. كما شرحنا في الأعلى فمعالجات الهواتف الذكية تضم العديد من الوحدات. الأهم فيها هي وحدة المعالجة المركزية, التي تقوم فيها شركة كوالكوم بالاستعانة بشركة أخرى وهي “ARM” – سنتطرق إليها لاحقا -, من ثم نجد وحدة معالجة الرسوميات التي تقوم بتطويرها هي بنفسها وتحمل إسم “Adreno”. كذلك نجد الوحدات المسؤولة على الاتصلات والشبكة الاسلكية منها “Snapdragon wireless modem” و “Qualcomm Hexagon” من ثم نجد معالج الصور او دعنا نقول القسم المسؤول على الكاميرات وهو أيضا من تكوير الشركة نفسها ويحمل اسم ” Qualcomm Spectra ISP”. كل هذه الوحدات والكثير من البرمجيات والوحدات الاخرى لجعل المعالج يعدم تقنيات تحديد المواقع و تسجيل الصوت و الذكاء الاصطناعي وغيرها. تطلق كوالكون اسم “snapdragon” على سلسلة المعالجات التي تنتجها منها عديد الانواع 800 , 700 , 600 و 400 .

شركة ميدياتك :

هي شركة تيوانية تأسست سنة 1997 , تختص في صناعة المعالجات لا فقط للهواتف الذكية بل أيضا للاتصالات اللاسلكية و اجهزة التلفيزيون الذكية و الاجهزة اللوحية وانظمة الملاحة والأجهزة القابلة للارتداء و انترنات الاشياء وغيرها الكثير الكثير من المجالات. لعل ما لاتعرفه هو أن شركة ميدياتك تستحوذ حاليا على نسبة 20% من سوق المنازل الذكية. تعتمد ميدياتك هي الاخرى على شركة “ARM” في اعداد وحدة المعالجة المركزية وأيضا وحدة معالجة الرسوميات. تطلق ميدياتك اسم “helio” على سلسلة المعالجات التي تنتجها منها عديد الانواع p , x .

من هي شركة “ARM”؟ وماذا تقدم بالتحديد؟ وبما أن كلاهما يعتمدان عليها فماهو الفرق ؟

ARM هي شركة بريطانية تأسست سنة 1990, تعد احدى اهم واشهر مطوري وحدات او كما يعرف علميا بنواة المعالج وخاصة منها وحدة المعالجة المركزية. حتى نفهم دورها بالضبظ ونستطيع التمييز بينها وبين كوالكم وميدياتك, هي لا تقوم فعليا بتصنيع الوحدات بل تقوم بإعداد وتطوير المعمارية الخاصة بها, بشكل أبسط وأكثر وضوحا هي تقوم بإعداد المخطط الخاص بوحدات المعالج.

تعتمد كلا الشركتين في الواقع على معمارية “ARM”, ولكن بالرغم من انطلاقهما من نفس النقطة الا ان شركة كوالكوم تمتاز على منافستها بكونها استطاعت ان تطور نسخة خاصة بها عبارة عن النسخة الاصلية ولكن مخصصة ومطور بشكل أفضل مع تحسينات اكثر كاستهلاك طاقة اقل و أداء افضل. اطلقت عليها اسم “Kryo” وهي تقوم بتحديثها باستمرار بالتنسيق مع الشركة البريطانية. هذا و تميل كوالكم إلى اعتماد نوى جديدة ودقة تصنيع اضغر بوتيرة أسرع من منافستها.

لكن لا يمكن ان ننكر تفوق ميدياتك على منافستها في استهلاك الطاقة أو دعنا نكون صادقين فهي تفوقت على كوالكوم, حيث هي بدورها كانت من اهم مشاكلها استهلاك الطاقة ولكن قد عملت على ذلك كثيرا في السنوات الأخيرة و اصبحوا هم الأفضل في هذه النقطة. كذلك الأمر بالنسبة للحرارة فهي تسخن أقل بكثير من معالجات كوالكوم.

أعلم عزيز القارئ أنك تنتظر مني أن أخلص بالقول بأن إحداهما هو الأفضل, لكن في حقيقة الأمر كل واحد من هذه الشركات تلبي إحتياجات جمهورها بطرقها الخاصة. فصحيح أن كوالكوم تجتهد في تطوير معالجاتها أكثر إلا ان الأبحاث والتطوير يأثرون بشكل مهم في ارتفاع سعر المعالج, على خلاف ميدياتك التي تكون موجهة اكثر للهواتف المتوسطة و الضعيفة حيث تقدم لهم أداء خرافي مقابل السعر افضل بكثير مما تفعله منافستها.

وبالتالي يكمن الإختلاف الحقيقي بين هذين العملاقين في الجمهور المستهدف لمنتجاتهم. حيث تخدم كوالكوم الهواتف الرائدة ببراعة وتقدم لهم الجديد بإستمرار, في حين تخدم ميدياتك الفئة المتوسطة و الضعيفة بشكل رائع واداء لا تشوبه شائبة.

نتمنى ان نكون قد بسطنا لك بعض المفاهيم الرئيسية المتعلقة بمعالجات الهواتف الذكية و نكون قد قمنا بالمقارنة بشكل جيد. لا تنسى عزيزي القارئ ان تشاركنا وجهة نظرك في الموضوع او تقدم لنا الاضافة بصندوق التعليقات في الاسفل, كما ندعوك لمشاركة المقال مع اصدقائك لدعمنا على الاستمرار.

الوسوم

معاذ

عمري 26 سنة, من تونس. متحصل على الاجازة التطبيقية في الإعلامية وأعمل مطور مواقع ويب. أعشق عالم الهواتف الذكية وأتابع كل حيثياته وجديده بإهتمام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق