مقالات

هل تسحب شاومي البساط من تحت العملاق هواوي بحلول 2021 ؟

يعتبر عالم صناعة الهواتف الذكية من أكثر المجالات حدة في المنافسة. وربما حتى أكثر منافسة من شركات الأدوية التي تسعى لإيجاد لقاح كورونا. نعم، إذ  يتنافس  المصنعين في طرح أفضل الخيارات للمستخدم حتى بات هذا الأخير في حيرة  أمام كل هذه العلامات التجارية. ومن ضمنها  العملاق الصيني: شاومي، الذي تخطى معدل نموه 13% في الربع الثالث من سنة 2020 وفق موقع statistats. ووفق ذات المصدر نلاحظ تذبذب في نمو العملاق هواوي، فهل يتفوق xiaomi على نظيره  Huawei بحلول 2021 ؟ فلنكتشف ذلك سوياً.     

أزمة هواوي لم تتضح معالمها بعد 

جميعنا نعلم أن العقوبات التي سلطت على هواوي من قبل  الإدارة الأمريكية. بدعوة أنه وسيلة تجسس صينية ويشكل تهديد للأمن القومي الأمريكي, ساهمت وبشكل كبير في تراجع شعبية هذا الهاتف. 

تباعاً جاء تطبيق هذه القرارات في توقف جوجل عن رفع التحديثات لها. مع بقاء هذا الملف موضوع مفاوضات مع إدارة Biden التي, مازالت لم تفصح عن هيكلها بعد فيما يتعلق بالأمن الرقمي والتبادل المعلوماتي مع الصين.

 علاوةً على التهم المتواصلة من قبل عدة شركات ل-Huawei باختراق براءة إختراع عدة منتجات ونسبها إلى الشركة. 

كل هذه العوامل تظافرت  لخلق أزمة حقيقية ل-Huawei التي تحاول جاهدةً الخروج من هذا المأزق.

 فيما  يمثل ذلك فرصة لمنافسيها ويفتح الباب على مصراعيه أمام المنافس الأول Xiaomi  ” للاستحواذ على مركزه في السوق العالمية.   

هواوي والأجندات السياسية

مؤخراً أعلن اللاعب الفرنسي Antoine Griezmann إنهاء عقده مع شركة هواوي, ويذكر أنه  كان يعمل  كوجه إعلاني للشركة منذ سنة 2017. جاء القرار كرد على تطوير الشركة لبرنامج يكشف عن  هوية الشخص من خلال الوجه.

هذا البرنامج يحدد الجنس والسن والعرق الذي يهدف بالتحديد إلى الكشف عما إذا كان  الشخص ينتمي إلى  اقلية الإيغور المسلمة. و إذا ما ثبت ذلك يقع إعلام الشرطة الصينية بذالك ويتم القبض على الشخص اثر ذلك. هذا الأمر دفع اللاعب الشهير إلى إلغاء العقد مناهضة لسياسات الشركة تجاه مسلمي الإيغور, الذين يعانون القمع منذ سنوات مقابل صمت دولي على هذه الإنتهاكات. 

يبقى النفي الذي تقدمه الشركة حول هذه الإتهامات وغيرها مستراباً. مع تتالي البراهين تجاه برامج الشركة التي تعد بشكل أو بأخر أداة للسياسة الصينية في الداخل والخارج. فهل يكون ذلك سببا أخر لإنهيار شعبية الشركة ؟

 نمو متسارع في مبيعات شاومي

تتسارع عمليات الشحن لهواتف شاومي في العالم لتشهد نسبة نمو تقدر ب  45%  في السنوات الأخيرة . ذلك في تقرير كشفت عنه الشركة حول نمو العائدات في الربع الثالث لسنة 2020.

 كما تصنف هواتفه من بين أفضل 5 هواتف ذكية في  54 دولة في أماكن متفرقة, من العالم من بينها الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

 كذلك تكلفة هاتف شاومي، في متناول اليد بالنسبة للمستخدمين في سائر أنحاء العالم . و يمثل ذلك العامل الرئيسي وراء نجاح العلامة التجارية في الداخل والخارج.

 لكن هذا لا ينفي أن شاومي ستقوم بالترفيع  في سعر هواتفها. ذلك وفق ما صرح به المدير التنفيذي  بأنه لن يباع أي هاتف xiaomi, بأقل من 3,000 ين أي ما يعادل 447 دولار أمريكي. 

 بالتأكيد هذا القرار سينعكس كذلك في جودة  تطوير الأجهزة . فمن المؤكد أنها ستتضمن تفاصيل أفضل من السابق في التصميم وكذلك في تجربة الإستخدام. 

ميزانية ضخمة للبحث والتطوير ”R&D”

بهدف تعزيز علامتها في السوق كأفضل علامة في الهواتف الشعبية, تخصص شاومي ميزانية ضخمة للبحث والتطوير كأحد ركائز نجاحها الساحق في صناعة الهواتف الذكية. 

فقد تجاوزات  مخصصات البحث والتطوير لسنة 2019 7,5 مليار ين أي مايعادل 1.14 مليار دولار أمريكي. الأمر الذي ساعد الشركة على تحقيق إرتفاع في النمو بنسبة تتجاوز  29% مقارنةً بسنة 2018.

  لكن هذا  الإنفاق على البحث والتطوير يعد رقماً متواضعاً أمام إنفاق هواوي لنفس الهدف الذي وصل إلى 15 مليار دولار سنة 2019 أي أن Xiaomi تسير بخطى ثابتة نحو السيطرة على سوق الهواتف الذكية لكن مازال الطريق طويل بعض الشيء خاصةً مع مسارعة هواوي لتلافي الضرر الذي لحق بها واسترجاع ثقة العملاء. 

سياسات شراكة خارجية  صلبة  تعتمدها  شاومي

تعزز Xiaomi قوتها الخارجية من خلال التعاون مع شركات الإتصالات والناقل الخلوي وذلك بهدف  التطوير من أداء هواتف Xiaomi في أكثر من 50 دولة في العالم.  إذ وصل عدد شحنات الهواتف إلى 10 ملايين قطعة خلال التسع أشهر الماضية من سنة 2020.

 بالتأكيد هذا العدد سيدعم من شعبية الهاتف في كل أماكن ترويجه حتى أنه بات  يحتل المراتب الأولية في عدة دول من بينها إيطاليا و الهند.

 إصدارات Xiaomi دائماً تضمن الأفضل

من يتابع إصدارات xiaomi يجد أن في كل نسخة أو إصدار تسعى الشركة إلى التحسين من ميزات الهاتف بشكل ملفت إما في حجم الشاشة، البطارية، جودة الكاميرا الخلفية، حجم الذاكرة ويبقى أهم ميزة هي سعر الهاتف الذي يعتبر في المتناول خاصةً مع كل هذه المميزات التي تجعل من Xiaomi الخيار الأفضل كهاتف ذكي للأشخاص الذين يفضلون هذا النوع من الهواتف الشعبية. وقد تلاحظ هذا  في إصدارات الشركة لسنة 2020  في كل من: 

  • Mi Note 10
  • Poco X3 NFC
  • Mi 10
  • Mi 10T Pro
  •  Poco F2 Pro
  •  Mi 10 Pro
  • Black Shark 3
  • Redmi Note 9
  • Redmi Note 9S

أي أنه بإمكانك الأن الحصول على هاتف ذكي  يضمن أفضل الميزات الذكية والتي تقترب  في جودتها من العلامات التجارية المعروفة مثل Apple و-Samsung، لكن دون الحاجة إلى إنفاق الكثير من المال.

التطوير من تكنولوجيا الأشياء 

من يعرف Xiaomi يعلم أنها تعتمد خطوط إنتاج متنوعة في المجال الرقمي من بينها تكنولوجيا الأشياء، التي  تجاوزت  عائدات الشركة منها 18.1 مليار يوان في الربع الثالث من عام 2020 ، وبذلك فقد سجلت Xiaomi إرتفاعاً غير مسبوق في عائدات صادرات المعدات المرتبطة  بإنترنت الأشياء لتصل إلى  56.2% كمعدل نمو سنوي وفق ما كشف عنه تقرير  الشركة للعائدات ونسبة النمو. 

ويتضمن ذلك المعدات الذكية المرتبطة بالاستعمالات اليومية والمنزلية للمستخدمين. مثل التلفاز الأبواب، معدات المطبخ وغيرها. حتى أن عدد  المستخدمين الذين يملكون أجهزة متصلة ب- منصة Xiaomi AIOT ، (باستثناء الهواتف والحواسيب) بلغ 5,6 مليون وهو يمثل 59% كنسبة نمو سنوية. 

لكن تجدر الإشارة إلى أن  هواوي لم تبقى مكتوفة الأيدي أمام هذه المعطيات فهي بدورها تقوم بإختبار نظامها الخاص Harmony OS الذي سيمكنها من استخدام  برامج  هواتفها على أنظمة أندرويد من ضمنها Xiaomi. ,هذا وقد تبين لاحقاً أنه يقع إختباره حالياً في شهر ديسمبر الجاري ليتم الإعلان الرسمي في أكتوبر 2021.

 كذلك huawei تقوم  باتفاقات متنوعة مع مسدي الخدمات من قبيل  خرائط جوجل، play store، youtube، المكتبية منها كGoogle doc…  فهذه التطبيقات توقفت جوجل عن رفع التحديثات لها على أجهزة Huawei الجديدة.  لذلك  تبحث Huawei  عن حل  بديل لهذه الخدمات.  فمؤخراً أعلنت أنها بصدد التعاون مع TomTom لتطوير حلول جديدة في نظام الخرائط كما سيقع  التعاون كذلك في تطوير متاجر التطبيقات الخاصة بهواوي عوض عن Google play، 

يبدو أن العملاق huawei سيعتمد في استراتيجيته المقبلة على cloud solution و-Open source codes إلى أن يتمكن من تثبيت نظامه بشكل كامل. 

يبقى  السؤال هل ستتمكن huawei  من الترويج إلى هذا النظام في أسواق مثل اوروبا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط التي تعتمد وبشكل كبير على تطبيقات جوجل كأفضل وأضمن وسيلة.

كذلك يمكن  الحديث عن وجه آخر للعلاقة  بين Huawei و-Xiaomi    التي قد تصبح علاقة تعاون وشراكة فكلاهما  من نفس المنشأ  و ربما يقومون بالعمل سوياً ف-  Huawei لها خبرة وقوة في مجال الاتصال والأجهزة الذكية  في المقابل  تتميز Xiaomi بنظافة اليد في ما يتعلق بالسوق الأمريكية وكذلك قد أحرزت نجاحاً منقطع النظير في سوق مكتظ  وتصعب فيه  المنافسة.

العلاقة الناعمة بين Huawei والحكومة الصينية  

لا ننسى كذالك أن تهمة هواوي  بالتجسس تنبثق من كونه ينتمي إلى أحد أذرع الحكومة الصينية وهو جندي سابق في الجيش ، الأمر الذي قد يرجح دعم الحكومة الصينية لهذه العلامة وعدم السماح بانهيارها.  خاصةً وأن الشركة وفق تقارير لخبراء صينيين تتلقى امتيازات أكثر من غيرها من قبل الحكومة الصينية,  التي اعتبرت Huawei بطل وطني سنة 1996 وهي رتبة شرفية تمنح للشركات الصينية التي تدعم أهداف واستراتيجيات الحكومة. 

فعلى مايبدو أن الحكومة الصينية تتعامل مع Huawei وفق مبدأ الإبن المدلل الذي يحظى بامتيازات لا محدودة، فهل يكون ذلك من دون مقابل يا ترى  

 وقد يتضح  الأمر أكثر في تصريحات الحكومة حول تمكين هواوي من الحصول على التمويل والدعم المباشر من  ضمانات وتسهيلات جوهرية  التي قد تفتقدها شركات أخرى صينية. ولا ننسى كذلك أن المشروع الصيني المتعلق بإحداث مركز البيانات الذكي، ستتخذ فيه شركات الإتصالات والاجهزة الذكية النصيب الأكبر لدعم جهود الدولة، حتى و إن ضاهرياً نفت ذلك.   

ماذا لو تحول المتنافسون إلى شركاء 

هذا السؤال لا يمكن الحسم فيه إلى حد الآن لكن تبقى كل الفرضيات متاحة خاصةً وأن Huawei بدورها تسعى إلى تحسين أجهزتها الذكية وإعتماد نظام داخلي يغنيها عن خدمات Google

ربما يرجح  الحديث عن تعاون قد يقلب الموازين بشكل غير متوقع بدلا  من الحديث عن المنافسة ونظرية تسليم العرش.  لأن Huawei ليست بالمنافس الهين خاصةً وأنها تصنف كثالث أفضل هاتف في العالم بعد apple و-samsung. فليس من السهل أن يقع التنين الصيني دون أن تلفح نيران لهيبه كل منافسيه.   

عزيزي القارئ تخيل فقط ماذا يمكن أن ينجر عن هذا التعاون لو تحقق بالفعل، عالم الأجهزة الذكية سيتغير بشكل رهيب ويصبح بالفعل صراع العمالقة.  

برأيك هل ستتربع Xiaomi على عرش Huawei ، أم أن الأخيرة سوف تنقذ نفسها وتفاجئ مستخدميها بتجارب إستخدام أكثر تطوراً.  شاركنا رأيك 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق